هذا الكون ما ضميره Out of Stock

$ 10

"إن الشمس - هذا الجرم الأبله الهائل الذي هو أكبر وأضخم وأجمل كائن دميم نراه في هذا الكون - لو أنها كانت تستطيع الإحتجاج على نفسها، وعلى كينونتها، وعلى سلوكها المثير في بلادته، لكان من المحتوم أن تبحث عن بحر كوني يتسع لبدانتها الجوفاء، لكي تموت فيه منتحرة غرقاً!
"لقد ظلت الشمس - مجد هذا الكون الذي نراه - في وقفتها الطويلة الخرساء، وفي دوراتها الغبية المتسكعة، تعرض بافتضاح، جسدها المزخرف، مثلما تفعل أجهل غانية رخيصة مستهترة، وتبدد طاقاتها الجزافية التي لا تعرف كيف ولا لماذا ملكتها بلا حساب، أو ذكاء، أو تدبير. وتواجه الكون، والناس، والآلهة، والحشرات، والفراغ الرهيب العقيم دون أن ترفض، أو تغضب، أو تبكي، أو تحزن، أو تمرض، أو تقاوم، أو تسأل:
لماذا لم يرفض الكون نفسه، لماذا لم يمت إنتحاراً، أو إشمئزازاً مما يمارس ويواجه ويرى؟
لماذا لم يمت حزناً على المتألمين والمقهورين، وعلى الباحثين عن العزاء؟
إنه لم يفعل، لأنه لا يحتج.

Releases Date 2001
Category فلسفة / تأملات
Edition 2
Cover Type Normal
#Pages 340
Available Volumes 1
Size 24*17